أكاديمية محمد السادس.. "مصنع النجوم" الأكثر تأثيراً في أفريقيا
أكاديمية محمد السادس لكرة القدم تغير وجه الكرة المغربية وتعد مصنع النجوم الأفريقي.
SUMMARY
تسلط المقالة الضوء على أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي أسستها رؤية ملكية لتطوير كرة القدم المغربية والأفريقية، حيث أنتجت الأكاديمية عدداً من النجوم الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب الوطني، مع التركيز على التعليم والانضباط كأساس للنجاح المستدام.
KEY HIGHLIGHTS
- أكاديمية محمد السادس تأسست برؤية ملكية لتحديث كرة القدم المغربية.
- خمسة لاعبين رئيسيين في المنتخب الوطني مروا عبر الأكاديمية.
- الأكاديمية تركز على التعليم والانضباط بجانب التدريب الرياضي.
- نموذج الأكاديمية أصبح منهجية محترمة تدرسها اتحادات أفريقية أخرى.
CORE SUBJECT
أكاديمية محمد السادس لكرة القدم وتأثيرها في تطوير الكرة الأفريقية
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار القارة السمراء والعالم نحو المملكة المغربية التي تستعد لاستضافة نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025، لا يبدو أن الحديث في الشارع الرياضي المغربي يقتصر فقط على التكتيكات الفنية أو البحث عن الكأس الغائبة منذ عام 1976؛ بل ثمة قصة أعمق تهيمن على المشهد الوطني، قصة عنوانها "الاستثمار في الإنسان"، وبطلها مؤسسة واحدة استطاعت أن تغير وجه الكرة المغربية إلى الأبد "أكاديمية محمد السادس لكرة القدم".
حين ينظر المشجع المغربي إلى قائمة "أسود الأطلس" التي اختارها المدرب وليد الركراكي، يجد خمسة أعمدة رئيسية تشكل العمود الفقري للمنتخب، جميعهم مروا من بوابة هذه القلعة الرياضية، وهم: نايف أكرد وعز الدين أوناحي ويوسف النصيري وأسامة ترغلين وعبد الحميد آيت بودلال، ورغم اختلاف مساراتهم الاحترافية، إلا أنهم يتحدثون لغة كروية واحدة، لغة تعلموها خلف أسوار الأكاديمية التي باتت "مصنع النجوم" الأكثر تأثيراً في القارة.
لم يكن نجاح هذا الجيل وليد صدفة عابرة أو موهبة فطرية لم تجد من يرعاها، بل كان نتاج مشروع استراتيجي طويل الأمد، وضعت لبناته الأولى قبل عقدين من الزمن، إذ يؤكد طارق الخزري، رئيس قسم انتقاء المواهب في الأكاديمية، أن هذا الصرح لم ينمُ بدافع الحاجة الملحة للأندية، بل كان تجسيداً لرؤية ومبادرة ملكية من الملك محمد السادس، تهدف إلى تحديث المنظومة الكروية وبناء جيل قادر على المنافسة عالمياً.
يتذكر ناصر لارغيت، أول مدير تقني للأكاديمية، البدايات قائلاً: "وصلت إلى المشروع ومعي ورقة بيضاء فقط، كانت المهمة جبارة، إذ تطلب الأمر تصميم كل شيء من الصفر بين عامي 2007 و2010، بدءاً من المخططات المعمارية وصولاً إلى المناهج الرياضية والتربوية".
طاف لارغيت وفريقه أرجاء المملكة، وراقبوا أكثر من 15 ألف طفل، وفي النهاية، لم يقع الاختيار إلا على 37 طفلاً فقط، كانت عملية انتقاء "قاسية" لكنها هادفة، وسرعان ما بدأت الثمار تنضج، فبحلول العام الثاني، كان طلاب الأكاديمية يغزون المنتخبات الوطنية للناشئين والشباب والفريق الأولمبي، واليوم يتحدث الجميع عن "العلامة التجارية" لأكاديمية محمد السادس.
لا تتعلق هذه العلامة فقط بالدقة التقنية أو القدرة على اللعب تحت الضغط في المساحات الضيقة، بل تتعلق بـ "الشخصية"، يوضح الخزري أن خريجي الأكاديمية يتميزون بتواضع جم وإدراك عميق بأنهم يمثلون شيئاً أكبر من ذواتهم.
هذه الهوية تظهر بوضوح في نايف أكرد، المدافع الذي يجسد الرزانة والمسؤولية، وفي عز الدين أوناحي، المايسترو الذي يمنح المغرب إيقاعاً أنيقاً يذكرنا بصناع اللعب الكلاسيكيين، أما يوسف النصيري، فقد وصل إلى الأكاديمية شاباً يمتلك السرعة والموهبة الخام، ليتحول هناك إلى مهاجم يمتلك الذكاء الميداني والقدرات البدنية التي تجعله رجل المواعيد الكبرى، وينضم إليهم أسامة ترغلين بذكائه في وسط الملعب، وآيت بودلال الذي يمثل استمرارية هذا الخط الإنتاجي الفريد.
يرفض طارق الخزري قياس نجاح الأكاديمية بمجرد توقيع العقود الاحترافية أو الانتقال إلى الدوريات الأوروبية، بالنسبة له، المعيار الحقيقي هو "النضج والاستمرارية"، موضحاً "الرهان لا يُكسب عند الانتقاء أو التوقيع، بل عندما يستقر مستوى اللاعب مع ناديه ومنتخبه الوطني على المدى الطويل".
الأرقام تتحدث عن نفسها... فمن بين 57 لاعباً مروا تحت إشراف لارغيت، أصبح 47 منهم لاعبين محترفين، و15 منهم انتقلوا مباشرة إلى أوروبا، وشارك العديد منهم في كؤوس العالم، ودورات الألعاب الأولمبية، ونهائيات أمم أفريقيا. لقد تحول النموذج المغربي من مجرد "تجربة" إلى "منهجية محترمة" تدرسها الآن اتحادات أفريقية أخرى تسعى للاقتداء بهذا النجاح، بحسب الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف).
قد تكون الميزة الأكثر استثنائية في الأكاديمية هي تركيزها الصارم على التعليم، إذ يؤكد لارغيت أن الانضباط الدراسي والهيكل اليومي واحترام الحياة الجماعية كانت جزءاً لا يتجزأ من تكوين اللاعب، "المسيرة الكروية تنتهي في سن الثلاثين أو الخامسة والثلاثين، لذا يجب استباق ما يأتي بعد ذلك"... هذا الأساس التعليمي هو ما منح اللاعبين القدرة على تحمل الضغوط الوطنية الهائلة دون انكسار، ومواجهة الانتكاسات بنضج وحكمة.
مع انطلاق كأس أمم أفريقيا 2025 الأحد، تقف أكاديمية محمد السادس شاهداً حياً على أن التميز الأفريقي يمكن صناعته وتطويره فوق تراب القارة، فلم يعد الموهوب المغربي مضطراً للرحيل مبكراً إلى أوروبا ليحقق حلمه، فالأكاديمية غيرت المعادلة ووفرت بنية تحتية ومنهجية تضاهي الصروح العالمية.
بالنسبة لنايف أكرد، فإن اللعب في كأس أمم 2025 على أرضه يحمل معاني تتجاوز كرة القدم، موضحاً "إنه شرف هائل، وكل الشكر للملك على رؤيته العالمية للكرة المغربية والأفريقية، لقد بذلنا كل شيء للدفاع عن هذه الأكاديمية وقيم بلدنا".
في الختام، قد لا تكون قصة نسخة 2025 مجرد بحث عن لقب قاري غائب، بل هي "فصل التتويج" لمشروع بدأ بصبر وأناة قبل عشرين عاماً، ليؤكد أن المغرب لم يصنع فريقاً قوياً فحسب، بل صاغ "كتالوج" جديداً للنجاح الرياضي في أفريقيا، يمزج بين الهوية الوطنية والمعايير العالمية.
KEYWORDS
MENTIONED ENTITIES 10
أكاديمية محمد السادس لكرة القدم
🏛️ Organizationمؤسسة رياضية مغربية متخصصة في تطوير المواهب الكروية
محمد السادس
👤 Person_Maleملك المغرب ومؤسس رؤية تطوير كرة القدم المغربية
نايف أكرد
👤 Person_Maleلاعب كرة قدم مغربي ومدافع في المنتخب الوطني
عز الدين أوناحي
👤 Person_Maleلاعب كرة قدم مغربي ومايسترو وسط ميدان المنتخب الوطني
يوسف النصيري
👤 Person_Maleمهاجم مغربي من خريجي الأكاديمية
أسامة ترغلين
👤 Person_Maleلاعب وسط ميدان مغربي من خريجي الأكاديمية
عبد الحميد آيت بودلال
👤 Person_Maleلاعب كرة قدم مغربي من خريجي الأكاديمية
طارق الخزري
👤 Person_Maleرئيس قسم انتقاء المواهب في أكاديمية محمد السادس
ناصر لارغيت
👤 Person_Maleأول مدير تقني لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم
الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)
🏛️ Organizationالهيئة المنظمة لكرة القدم في أفريقيا
NOTABLE QUOTES 4
"وصلت إلى المشروع ومعي ورقة بيضاء فقط، كانت المهمة جبارة، إذ تطلب الأمر تصميم كل شيء من الصفر بين عامي 2007 و2010، بدءاً من المخططات المعمارية وصولاً إلى المناهج الرياضية والتربوية."
Context: يتحدث عن بدايات تأسيس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم
"الرهان لا يُكسب عند الانتقاء أو التوقيع، بل عندما يستقر مستوى اللاعب مع ناديه ومنتخبه الوطني على المدى الطويل."
Context: عن معيار نجاح الأكاديمية في تطوير اللاعبين
"المسيرة الكروية تنتهي في سن الثلاثين أو الخامسة والثلاثين، لذا يجب استباق ما يأتي بعد ذلك."
Context: عن أهمية التعليم والانضباط في تكوين اللاعبين
"إنه شرف هائل، وكل الشكر للملك على رؤيته العالمية للكرة المغربية والأفريقية، لقد بذلنا كل شيء للدفاع عن هذه الأكاديمية وقيم بلدنا."
Context: عن المشاركة في كأس أمم أفريقيا 2025 على أرض المغرب