ترامب يبالغ في الوعود ويخفق في الإفصاح الكامل عن ملفات إبستين المحجوبة بشدة

كانت خيبة الأمل واضحة. في فبراير، زار مجموعة من 15 مؤثرًا يمينيًا البيت الأبيض وعرضوا ملفات معنونة "ملفات إبستين: المرحلة الأولى"، ليكتشفوا أنها تحتوي على القليل من الجديد. بعد عشرة أشهر، جاء دور العالم بأسره. يوم الجمعة، أصدرت وزارة العدل الأمريكية مئات الآلاف من صفحات الوثائق المتعلقة بالممول الراحل والمدان بالاعتداء الجنسي جيفري إبستين.

أعلنت أبيجيل جاكسون، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن "إدارة ترامب هي الأكثر شفافية في التاريخ"، مؤكدة أنها "قامت بالمزيد من أجل ضحايا إبستين أكثر مما فعل الديمقراطيون".

لكن سرعان ما تبين أن ترامب قد وعد أكثر مما نفذ. العديد من الوثائق في الإفراج كانت محجوبة بشكل كبير، مع نصوص محجوبة بحيث يصعب قراءتها. قال نورم آيزن، رئيس مجلس إدارة صندوق مدافعي الديمقراطية: "ما تم الإفراج عنه غير مكتمل وواضح أنه مفرط في الحجب".

ظهرت الوثائق صورًا للرئيس السابق بيل كلينتون، الديمقراطي، وبدت أنها تحتوي على صور قليلة أو معدومة لترامب أو وثائق تذكره، رغم صداقته المعروفة مع إبستين في التسعينيات وأوائل الألفينات.

علاوة على ذلك، لم يكن الإفراج يوم الجمعة كاملاً. قال نائب المدعي العام الأمريكي تود بلانش "سيتم نشر عدة مئات الآلاف من الوثائق يوم الجمعة"، لكن الحاجة لحماية الضحايا تعني أن آلاف الوثائق الأخرى ستنشر خلال الأسابيع القادمة. كما بدا أن الإفراج الأولي أقل بكثير مما وعد به بلانش.

كان الأمر يشبه التستر. وصمت ترامب النادر لم يخفف من هذا الانطباع. في حدث بالبيت الأبيض مع شركات الأدوية التي وافقت على خفض بعض أسعارها، رفض الرئيس - الذي عادة ما يكون ثرثارًا في كل القضايا - الإجابة على أسئلة الصحفيين خارج الموضوع.

قال ترامب: "أفضل عدم الحديث وطرح الأسئلة فقط لأن هذا إعلان كبير. لا أريد أن أفسده بطرح أسئلة، حتى لو كانت عادلة وأحب أن أجيب عليها. لذا أعتقد أنه يجب أن نتوقف هنا".

خلال هذا العام، قاوم الرئيس الإفصاح وندد بالملفات باعتبارها "خدعة ديمقراطية". لكن انتفاضة نادرة من الحزبين في الكونغرس أجبرته على التراجع وتوقيع تشريع الشهر الماضي يلزم بالإفراج عن جميع سجلات إبستين غير المصنفة بحلول 19 ديسمبر بصيغة قابلة للبحث والتنزيل. تجاوزت إدارته هذا الموعد النهائي واحتج الديمقراطيون.

قال تشاك شومر، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ: "هذه المجموعة من الوثائق المحجوبة بشدة التي أصدرتها وزارة العدل اليوم هي مجرد جزء صغير من الأدلة الكاملة. نشر صفحات محجوبة بالكامل ينتهك روح الشفافية وقانونها. على سبيل المثال، 119 صفحة من وثيقة واحدة كانت محجوبة بالكامل. نحتاج إلى إجابات لماذا".

أضاف جيف ميركلي، الراعي الرئيسي لقانون شفافية ملفات إبستين في مجلس الشيوخ، أن مسؤولي الإدارة "اختاروا تجاهل القانون الذي قادت النضال من أجله في مجلس الشيوخ بشكل غير قانوني. بعدم الامتثال، تنكر الإدارة علنًا لـ'العدالة المتساوية تحت القانون' لجميع ضحايا جيفري إبستين".

لن يفاجئ هذا النقاد الذين شاهدوا ترامب يهاجم الكونغرس خلال العام الماضي بحماس استبدادي. وقع 221 أمرًا تنفيذيًا - أكثر من كامل فترته الأولى - وتجاوز الفرع التشريعي في كل شيء من حظر تيك توك إلى تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى إضافة اسمه إلى مركز جون ف كينيدي للفنون الأدائية.

بعد الإفراج الجزئي عن ملفات إبستين، أعلن أن الجيش الأمريكي شن ضربات جوية ضد عشرات أهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ردًا على هجوم على أفراد أمريكيين. كانت هناك أصداء ليوم ديسمبر آخر في 1998 عندما أمر كلينتون بضربات جوية ضد العراق واتهمه أعضاء الكونغرس بمحاولة صرف الانتباه عن إجراءات عزله.

لكن ترامب سيجد صعوبة في صرف الانتباه عن قضية إبستين، حيث قال 44% فقط من الجمهوريين إنهم يوافقون على كيفية تعامله معها حتى الآن. كان هناك توقع بأن يوم الجمعة قد يحسم الأمر، للأفضل أو للأسوأ، مع توقيت عطلة عيد الميلاد السياسي المناسب.

بدلاً من ذلك، قررت الإدارة "الأكثر شفافية" مرة أخرى التباطؤ والمماطلة. وهذا سيغذي فقط نظريات المؤامرة التي كان ترامب يستمتع بها سابقًا لكنها الآن تهدد بابتلاعه.