economy

قلق مشروع!

December 19, 2025 shorouknews.com
قلق مشروع!

معدلات الفقر في مصر تقارب 30% والدين الخارجي والداخلي في ارتفاع، والحكومة تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي.

SUMMARY

تتناول المقالة ارتفاع معدلات الفقر في مصر إلى نحو 30% مع زيادة الدين الخارجي والداخلي، وتؤكد على ضرورة شعور الحكومة بالقلق والعمل على سياسات جديدة لمعالجة الأزمة الاقتصادية وحماية الطبقات الفقيرة والمتوسطة، مع التركيز على تشغيل المصانع وزيادة التصدير وتحسين معيشة المواطنين.

KEY HIGHLIGHTS

  • معدلات الفقر في مصر تقارب 30% وفقًا للحكومة.
  • الدين الخارجي وصل إلى 161.2 مليار دولار والدين المحلي إلى 11.057 تريليون جنيه في منتصف 2025.
  • رئيس الوزراء مصطفى مدبولي يؤكد اتخاذ خطوات لخفض معدلات الفقر وتحسين الأجور وأسعار السلع.
  • الحاجة إلى سياسات جديدة لمعالجة الأزمة الاقتصادية وحماية الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
  • ضرورة تقليل بناء المدن والمشاريع الكبرى وتوجيه الدعم لتشغيل المصانع وزيادة التصدير.

CORE SUBJECT

الأزمة الاقتصادية ومعدلات الفقر في مصر

إذا كانت معدلات الفقر فى مصر تناهز الـ 30٪؜، أى أن ثلث المجتمع أو أكثر قليلا يقبع تحت خط الفقر باعتراف الحكومة نفسها، فهل يجب عليها الشعور بالذنب على ما آلت إليه الأمور، أم الشعور بالقلق على حاضر ومستقبل البلاد؟

الشعور بالذنب أمر صحى بالتأكيد لأنه يعنى بشكل واضح الاعتراف بالإخفاق فى أداء المهمة الموكلة إليها، لكنه ليس كافيا للخروج الآمن من الأزمة الراهنة بدون الشعور بالقلق، الذى يجب أن يكون محفزا على ضرورة العمل على تغيير المسار والسياسات التى أوصلتنا إلى هذا الوضع الصعب، ومن ثمّ البدء فى المعالجة الحقيقية لجذور المشكلة الاقتصادية التى تعانى منها مصر فى الوقت الراهن.

معدلات الفقر فى مصر ليست وحدها فقط مصدر قلق مشروع وواجب، ولكن أيضا مستوى الدين بشقيه الخارجى والداخلى.

فوفقا للإحصاءات الرسمية الحكومية، فقد سجّل الدين الخارجى لمصر زيادة بنحو 6 مليارات دولار منذ بداية 2025 ليصل إلى 161.2 مليار دولار فى نهاية الربع الثانى، بعد وصوله إلى 155.1 مليار دولار فى الربع الرابع من 2024، فيما ارتفع الدين المحلى بنهاية يونيو 2025 بنسبة 3.5% ليصل إلى 11.057 تريليون جنيه، مقابل 10.685 تريليون جنيه خلال الربع الأول من العام نفسه.

رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولى، قال خلال مؤتمر صحفى الأربعاء الماضى، إن الحكومة اتخذت عدة خطوات للنزول برقم معدلات الفقر فى مصر، مضيفًا: "مررنا بفترة استثنائية صعبة والكل يرى الآن تحسنًا، ونريد أن يشعر المواطن أكثر بالأمر، لذلك نعمل على رفع الأجور وتثبيت وخفض أسعار السلع"، مشيرا إلى أن الدين الخارجى ما زال فى الحدود الآمنة، مشددا على أن "القروض الجديدة مخصصة فقط لتلبية الاحتياجات الأساسية للدولة مثل المنتجات البترولية والغذائية، وأن الحكومة تتبع آلية مالية استراتيجية فى إدارة الدين الخارجى، عبر استبدال الديون المستحقة بأخرى بفترة أطول وشروط أفضل، بما لا يزيد من إجمالى الدين".

لا شك أن الحكومة تبذل جهودا كبيرة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمعقدة، لكن هذا الأمر يتطلب سياسات جديدة ومسارًا مختلفًا عما كانت تتبناه خلال السنوات الماضية، وأدت بنا إلى هذا المأزق الحالى، وبالتالى يجب عليها الهرولة سريعًا نحو معالجة جادة وحاسمة لتعقيدات الملف الاقتصادى المتخم بالمشكلات، والعمل على حماية الطبقات الفقيرة والمتوسطة فى المجتمع، والتى دفعت أثمانًا باهظة خلال السنوات الماضية، بسبب إجراءات الإصلاح الاقتصادى القاسية، وكبح جماح الزيادات المتلاحقة فى أسعار جميع السلع والخدمات، التى استنزفت فئات واسعة من المواطنين، حتى إنها لم تعد قادرة على توفير نفقات الحياة اليومية.

يجب أن يكون من بين أولويات عمل الحكومة التقليل من نشاط بناء المدن والشقق ومشاريع الطرق والقطارات فائقة السرعة، وتوجيه كل الطاقات والدعم لتشغيل المصانع المتوقفة، وإتاحة الفرص الكاملة للقطاع الخاص من أجل المساهمة فى التنمية والمساعدة فى توفير وظائف لملايين المصريين العاطلين عن العمل، وكذلك زيادة معدلات التصدير إلى الخارج ورفع رصيد البلاد من النقد الأجنبى، حتى نتوقف عن الاستدانة من الخارج لسداد الديون.

نعلم جيدا أن هناك الكثير من المؤشرات التى تدل على وجود تحسن فى أداء الاقتصاد المصرى، حيث توقع استطلاع أجرته وكالة "بلومبرج" نمو الاقتصاد المصرى بنسبة 4.4% فى 2025، مع تسارع وتيرة النمو إلى 4.7% فى 2026، كما أن الكثير من التقارير الدولية أشارت إلى وجود تفاؤل بتحسن إيرادات مصر الدولارية من السياحة والتصدير وتحويلات المصريين فى الخارج، إضافة إلى استعادة قناة السويس لجزء كبير من إيراداتها المفقودة نتيجة التوترات فى البحر الأحمر خلال العامين الماضيين.

لكن كل هذه المؤشرات الاقتصادية والتقارير والشهادات الدولية، لن تكون كافية بدون أن يشعر المواطن بالتغيير الحقيقى للواقع الصعب الذى يعيش فيه منذ سنوات طويلة، وأن ينعكس ذلك إيجابيا على مستوى معيشته وقدرته الشرائية وتلبية احتياجاته الأساسية ومتطلباته الحياتية، وهنا تقع المسئولية بالتأكيد على عاتق الحكومة التى ينبغى عليها العمل على إنجاز إصلاح اقتصادى حقيقى وليس شكليا يعالج جذور الأزمة ويخرج ثلث المجتمع من تحت "عتبة الفقر".

KEYWORDS

الفقر الدين الخارجي الدين المحلي الاقتصاد المصري الإصلاح الاقتصادي

MENTIONED ENTITIES 3

مصطفى مدبولى

👤 Person_Male

رئيس مجلس الوزراء المصري

وكالة بلومبرج

🏛️ Organization

وكالة أنباء دولية قامت بإجراء استطلاع حول نمو الاقتصاد المصري

مصر

📍 Location_Country

الدولة موضوع المقال

Available Translations