ترامب يستعرض إنجازاته ويهاجم المهاجرين في خطاب البيت الأبيض

ألقى رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب خطابًا للأمة من البيت الأبيض، سلط فيه الضوء على إنجازاته، وشيطن المهاجرين، وهاجم سلفه الديمقراطي.

على الرغم من أن الرؤساء عادة ما يحتفظون بخطابات البيت الأبيض للأمة للإعلانات الكبرى، استخدم ترامب خطابه الذي استمر 19 دقيقة يوم الأربعاء للترويج لسرديته بأن البلاد تسير على ما يرام في ظل تراجع شعبيته.

قال: "أمتنا قوية. أمريكا محترمة، وبلدنا عاد أقوى من أي وقت مضى. نحن على أعتاب ازدهار اقتصادي لم يشهد له العالم مثيلاً".

واصل ترامب تحميل المهاجرين المسؤولية عن مشاكل البلاد، بما في ذلك أزمة السكن.

قال ترامب: "في الوقت نفسه، سرق الأجانب غير الشرعيين وظائف الأمريكيين واحتلوا غرف الطوارئ للحصول على الرعاية الصحية والتعليم المجاني الذي تدفع ثمنه أنت - دافع الضرائب الأمريكي".

وأضاف: "كما زادوا من تكاليف إنفاذ القانون بأعداد كبيرة لا يمكن حتى ذكرها".

أظهرت العديد من الدراسات أن المهاجرين يساهمون في الاقتصاد أكثر مما يأخذون منه، حيث يدعمون قطاعات حيوية، بما في ذلك الزراعة لإطعام البلاد والبناء لبناء منازل جديدة.

أظهر تحليل عام 2023 من مجلس الهجرة الأمريكي أن المهاجرين دفعوا أكثر من 651 مليار دولار كضرائب في ذلك العام وولدوا نشاطًا اقتصاديًا بقيمة 1.7 تريليون دولار.

زوجة ترامب الأولى والحالية هما من المهاجرين من أوروبا الشرقية.

الرئيس الأمريكي، الذي وصف مؤخرًا الجالية الصومالية بـ"القمامة"، ادعى أيضًا زورًا أن الصوماليين "استولوا على اقتصاد ولاية مينيسوتا" وسرقوا "مليارات ومليارات الدولارات".

أكد ترامب على سجله في الحد من الهجرة غير المصرح بها على الحدود الجنوبية.

قال: "ورثنا أسوأ حدود في العالم، وحولناها بسرعة إلى أقوى حدود في تاريخ بلدنا. بمعنى آخر، في بضعة أشهر قليلة، انتقلنا من الأسوأ إلى الأفضل".

جادل الرئيس الأمريكي أيضًا بأن تكلفة المعيشة تنخفض وسط مخاوف متزايدة بشأن القدرة على التحمل.

بينما أشار بشكل صحيح إلى أن السلع الأساسية أصبحت أكثر تكلفة في عهد سلفه جو بايدن خلال جائحة كوفيد-19، استشهد ترامب ببيانات مشكوك فيها تظهر انخفاض الأسعار.

قال ترامب: "انخفض سعر البيض بنسبة 82 في المئة منذ مارس، وكل شيء آخر ينخفض بسرعة، ولم ينته الأمر بعد. لكننا نحرز تقدمًا كبيرًا. لا أحد يصدق ما يحدث".

شهدت أسعار البيض ارتفاعًا هائلًا ومؤقتًا إلى مستويات قياسية في فبراير - في بداية فترة ترامب - بسبب تفشي إنفلونزا الطيور.

قال ترامب إن سعر الديك الرومي انخفض بنسبة 33 في المئة عن العام الماضي، لكن مصدر هذا الرقم غير واضح. كما قال إن سعر البنزين الآن 2.50 دولار للجالون في معظم أنحاء البلاد وحتى 1.99 دولار في بعض الولايات.

لكن المتوسط الوطني لأسعار البنزين حسب AAA يوم الأربعاء كان 2.90 دولار. وكان المتوسط الشهري لشهر نوفمبر 3 دولارات، وهو مشابه للسعر في العام الماضي.

أشارت مراسلة الجزيرة في واشنطن، كيمبرلي هالكيت، إلى أن القدرة على تحمل التكاليف لا تزال من أهم القضايا الاقتصادية للجمهور الأمريكي.

قالت: "عندما يتعلق الأمر بقدرة تحمل أسعار البقالة والمواد الغذائية، والذهاب إلى المطاعم، لا تزال هذه الأسعار مرتفعة جدًا لمعظم الأمريكيين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تعريفات الرئيس الجمركية، التي يقول إنها تجلب إيرادات هائلة للبلاد".

بينما رسم صورة وردية للاقتصاد، ألمح ترامب إلى أنه إذا كانت هناك مشاكل مستمرة، فهي خطأ بايدن، مؤكدًا أنه "ورث فوضى".

ركز ترامب على القضايا الداخلية ولم يتطرق إلا بشكل عابر إلى السياسة الخارجية، معيدًا تأكيد ادعائه غير المؤكد بأن الهدنة في غزة التي ساعد في التوسط لها جلبت السلام إلى الشرق الأوسط لأول مرة منذ 3000 عام.

في الواقع، تأسست إسرائيل عام 1948، ولم توقف الهدنة في غزة الهجمات الإسرائيلية اليومية في فلسطين وفي أنحاء المنطقة.

قال ترامب: "لقد استعدت القوة الأمريكية، وأنهيت ثماني حروب في 10 أشهر، ودمرت التهديد النووي الإيراني وأنهيت الحرب في غزة، جالبًا السلام لأول مرة منذ 3000 عام، وضمنت إطلاق سراح الرهائن، الأحياء والأموات، هنا في الوطن".

أثار إعلان خطاب الرئيس الأمريكي من البيت الأبيض وسط تصاعد التوترات مع فنزويلا تكهنات بأنه قد يعلن عن عمل عسكري ضد البلاد أو على الأقل يمهد لحرب مستقبلية.

لكن ترامب - الذي فرض حصارًا نفطيًا على فنزويلا وجمع أصولًا عسكرية أمريكية بالقرب من البلاد - لم يتطرق إلى الأزمة مع الدولة اللاتينية.

قبل ساعات من الخطاب، أضاف ترامب وقودًا للحجة بأنه يصعد التوترات مع فنزويلا للاستيلاء على نفطها.

قال للصحفيين: "لقد أخذوا حقوق نفطنا. كان لدينا الكثير من النفط هناك. كما تعلمون، طردوا شركاتنا، ونحن نريد استعادته".

في عام 2007، أجبر الرئيس الفنزويلي آنذاك هوغو تشافيز - سلف نيكولاس مادورو الراحل - بعض شركات النفط الأمريكية على الخروج عندما أمم قطاع النفط في البلاد.

كما أشار بشكل غامض إلى حملته من الضربات العسكرية ضد ما وصفه بالقوارب المزعومة في الكاريبي والمحيط الهادئ، قائلاً إن الولايات المتحدة "دمرت عصابات المخدرات الأجنبية المتعطشة للدماء".