تدفقات مالية سرية بقيمة تقارب 900 مليون دولار لدعم هاريس وترامب في 2024

جمعت المجموعات السياسية غير الربحية الرئيسية المرتبطة بمرشحي الرئاسة لعام 2024 ما يقرب من 900 مليون دولار العام الماضي من متبرعين تظل هوياتهم سرية، مما يكشف عن نطاق غير عادي لنظام تمويل الحملات الانتخابية الخفي في المنافسات الحديثة على البيت الأبيض.

جمعت مجموعة Future Forward USA Action، وهي مجموعة المال الخفي المعروفة المرتبطة بأكبر سوبر باك يدعم جوزيف ر. بايدن جونيور وكامالا هاريس، مبلغًا مذهلاً قدره 613 مليون دولار من المتبرعين العام الماضي، وفقًا لإقرار ضريبي حصلت عليه صحيفة نيويورك تايمز. تدفق حوالي 252 مليون دولار من هذا المال إلى السوبر باك الرئيسي للمرشحين، المسمى FF PAC.

ومن اللافت أن 515 مليون دولار من أصل 613 مليون دولار تم جمعها جاءت من أكبر 10 تبرعات فقط، وكانت أكبرها بقيمة 97.5 مليون دولار من شخص أو جهة مجهولة.

جمعت المجموعة غير الربحية الرئيسية للسيد ترامب، Securing American Greatness، حوالي 275 مليون دولار من المتبرعين في 2024، وفقًا لإقرار منفصل حصلت عليه الصحيفة. توجه حوالي 68 مليون دولار من هذا المبلغ إلى السوبر باكس المرتبطة بالمجموعة غير الربحية.

كانت أكبر تبرع لـ Securing American Greatness بقيمة 35 مليون دولار من جهة مانحة مجهولة. شكلت أكبر 10 تبرعات 163 مليون دولار من أصل 275 مليون دولار.

تُظهر الإقرارات بوضوح مدى اعتماد السوبر باك الديمقراطي الرئيسي على مجموعته غير الربحية ذات المال الخفي، مما يعكس طريقة تفوق اليسار على اليمين في تمويل الحملات. وبما يتناسب مع الفرق في حجم العمليات، فإن إقرار المجموعة غير الربحية الديمقراطية لعام 2024 يحتوي على ضعف عدد الصفحات مقارنة بنظيره الجمهوري.

رغم المبالغ الضخمة، من شبه المؤكد أن المتبرعين لهذه المجموعات غير الربحية لن يتم الكشف عنهم أبدًا. على عكس الحملات والسوبر باكس التي يجب عليها الكشف عن متبرعيها بشكل روتيني في إقرارات للجنة الانتخابات الفيدرالية، يمكن للمجموعات غير الربحية إخفاء مصادر تمويلها.

دور هذه المنظمات السياسية غير الربحية - المدرجة تحت القسم 501(c)(4) من قانون الضرائب والمعروفة أحيانًا بمجموعات المال الخفي - ظل بعيدًا عن الأضواء لكنه أصبح أكثر أهمية.

قدرت تيفاني مولر، التي تدير منظمة End Citizens United المناهضة لدور المال الكبير في السياسة، أن حوالي 25 بالمئة فقط من الأموال التي تنفقها المجموعات الخارجية في الانتخابات يمكن تتبع مصدرها الحقيقي الآن.

قالت: "هذه مشكلة على جانبي الطيف السياسي. كل هذه الوسائل المختلفة تتجنب الهدف الأصلي لقوانين تمويل الحملات، سواء من حيث الحدود أو من حيث الكشف".

الجانب السلبي التقليدي لدعم المرشحين عبر المجموعات غير الربحية هو أن هذه المجموعات مقيدة قانونيًا في مقدار الحملات المباشرة التي يمكنها القيام بها. لكن أصبح من الشائع بشكل متزايد أن تقوم هذه المجموعات بتحويل ما يقرب من نصف الأموال التي تتلقاها إلى سوبر باكس شقيقة، التي لا تواجه مثل هذه القيود على الحملات.

تقوم السوبر باكس بعد ذلك بالكشف فقط عن التبرعات التي تتلقاها من أذرعها غير الربحية - وليس من المتبرعين الأساسيين لتلك المجموعات. يُعرف هذا النوع من الأموال أحيانًا باسم "المال الرمادي".

يقول محامو الانتخابات إن ذلك قد يثير تساؤلات قانونية إذا حاولت سوبر باك التهرب من قواعد الكشف عن طريق استخدام مجموعة غير ربحية ككيان وسيط لتبرع متبرع موجه للسوبر باك.

قال ستيف روبرتس، محامي تمويل الحملات الجمهوري، إنه لا يمكن للمشغلين توجيه أموال المتبرع إلى سوبر باك عبر مجموعات غير ربحية "بتخصيص صريح، أو بفهم ضمني، بأن هذا هو الغرض الذي ستستخدم من أجله".

لكن في المجمل، يدير نفس المشغلون غالبًا كل من المجموعة غير الربحية والسوبر باك، وبعض الأموال قابلة للتبادل.

جمعت مجموعة Future Forward غير الربحية فعليًا حوالي 112 مليون دولار أكثر مما جمعه السوبر باك الخاص بها خلال عامي 2023 و2024.

بينما لا تكشف الإقرارات الضريبية للمجموعات غير الربحية عن المساهمين، أصبح بعض المتبرعين لمجموعة Future Forward غير الربحية معروفين. على سبيل المثال، كشفت منظمة جورج وأليكس سوروس الخيرية طوعًا أنها قدمت 3 ملايين دولار العام الماضي للمجموعة. كما أفادت الصحيفة سابقًا عن تبرعات كبيرة لمجموعة Future Forward من بيل غيتس ومايكل بلومبرغ، اللذين تعهدا كل منهما بمبلغ 50 مليون دولار.

قال تشانسي ماكلين، قائد Future Forward: "أخذت Future Forward ثقة متبرعينا على محمل الجد واستثمرت بكفاءة في برامج كان لها تأثير".

استفادت السوبر باك الرئيسية للسيد ترامب من نفس الاتجاه، ولكن بدرجة أقل، خلال حملته الناجحة في 2024.

على عكس مجموعة Future Forward غير الربحية، التي كانت نشطة منذ دورة انتخابات 2018، تم تشكيل مجموعة السيد ترامب غير الربحية المتحالفة، Securing American Greatness، فقط في منتصف 2024.

من بين ما يقرب من 68 مليون دولار التي قدمتها Securing American Greatness لسوبر باكس السيد ترامب، أرسلت حوالي 53 مليون دولار إلى MAGA Inc.، السوبر باك الرئيسي للسيد ترامب، و15 مليون دولار إلى سوبر باك فرعي ممول بالكامل من Securing American Greatness لمهاجمة روبرت ف. كينيدي جونيور عندما كان لا يزال مرشحًا مستقلاً.

أنهت Securing American Greatness عام 2024 بأصول بقيمة 83.6 مليون دولار، وفقًا للإقرار. ورفضت المجموعة التعليق.

لم تكن السوبر باكس الرئيسية للسيد ترامب تعتمد بنفس القدر على مجموعتها غير الربحية المتحالفة كما كان السوبر باك الديمقراطي. خلال عامي 2023 و2024، جمعت سوبر باكس ترامب حوالي 392 مليون دولار، بما في ذلك الأموال التي جُمعت في نوفمبر وديسمبر 2024 بعد انتهاء الانتخابات. جاء حوالي 17 بالمئة فقط من هذا المال من مجموعتهم غير الربحية الخاصة.

كما حصل السيد ترامب على دعم في 2024 من مجموعة أوسع من السوبر باكس، التي مولها متبرعون أفراد مثل مريم أدلسون وإيلون ماسك، والتي لا يبدو أنها مدعومة بشكل كبير بـ "المال الرمادي" من المجموعات غير الربحية.

يكشف إقرار Securing American Greatness الضريبي أيضًا أن مجموعة ترامب غير الربحية أرسلت 30 مليون دولار إلى منظمات مال خفي أخرى، بما في ذلك 15 مليون دولار إلى كيان يسمى Lawfare Defense Fund Inc. تم إنشاء هذه المجموعة غير الربحية في أبريل 2024 وليس لها ملف عام، لكن مديريها يشملون متبرعين جمهوريين بارزين، جون بولسون وبيبي فانجول.

كما قدمت Securing American Greatness 10.4 مليون دولار إلى Send the Vote Inc.، وهي منظمة تأسست في مايو 2024 وركزت على زيادة نسبة التصويت بين الشباب الذكور، وروّج لها شخصيات الإنترنت ثيو فون وNelk Boys، الذين كانت حملة ترامب تستهدفهم بشكل كبير.

أنفقت Securing American Greatness أيضًا 92.6 مليون دولار على حملتها الإعلانية المدفوعة لدعم منصة السيد ترامب، حسبما يقول الإقرار.

بالمجمل، جمعت سوبر باكس MAGA Inc. ومجموعتها غير الربحية المرتبطة بها ما يقرب من 600 مليون دولار خلال دورة 2024، وفقًا لتحليل أجرته صحيفة تايمز لإقرارات لجنة الانتخابات الفيدرالية والإقرارات الضريبية.

بالمقارنة، جمعت مجموعة Future Forward وسوبر باكها المرتبط حوالي 973 مليون دولار خلال الدورة، وفقًا للتحليل.

هذا المبلغ الضخم هو سبب رئيسي في تورط Future Forward في نقاش داخلي ديمقراطي بعد هزيمتهم في 2024، بما في ذلك من موظفين سابقين في حملة السيدة هاريس. كانت المجموعة معروفة بإيمانها شبه الديني بالبيانات والتحليلات، ورآها بعض الليبراليين كأنها تسيطر بشكل مفرط على المتبرعين الديمقراطيين ولا تدعم بشكل كافٍ المجموعات التقدمية الأقل تمويلاً.

قالت المجموعة إنها قدمت حوالي 217 مليون دولار لمجموعات ليبرالية غير ربحية أخرى في 2024، بما في ذلك حوالي 53 مليون دولار لمجموعتين مرتبطتين بـ America Votes، التي تتماشى مع الأجندة الديمقراطية. كما قالت Future Forward إن مجموعتها غير الربحية أنفقت حوالي 100 مليون دولار في 2024 على إعلانات مؤيدة للديمقراطيين، منفصلة عن وابل الإعلانات التي أدارها سوبر باكها.

كجزء من النقاش بعد الانتخابات، تساءل بعض الديمقراطيين عما إذا كانت مجموعة Future Forward غير الربحية قد تركت أموالًا على الطاولة كان يمكن استخدامها لمساعدة الحزب أكثر. يظهر الإقرار الضريبي أن المجموعة أنهت 2024 برصيد 26.7 مليون دولار، لكن مساعدًا في المجموعة قال إن هذه الأموال المتبقية غير مؤهلة للاستخدام لأغراض انتخابية.

المبلغ الإجمالي الذي جمعته جميع كيانات Future Forward غير معروف لأن المجموعة احتفظت أيضًا بهدوء بذراع غير سياسية 501(c)(3) تسمى Future Forward Education Fund. وبسبب كيفية تنظيم هذا الكيان، لا يُطلب منه تقديم إقرار ضريبي خاص به. لكن صندوق التعليم كان يخطط لإنفاق ما بين 85 مليون إلى 150 مليون دولار في 2024، وفقًا لوثيقة راجعتها الصحيفة سابقًا.

رفضت Future Forward الإفصاح عن مقدار الأموال التي جمعتها في صندوق التعليم الخاص بها.